سموه افتتح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر
وقال سموه إن وساطة
الكويت ليست مجرد وساطة تقليدية يقوم بها طرف بين طرفين "نحن لسنا طرفا بل طرف
واحد مع شقيقين" مشيرا سموه إلى أن الأزمة
الخليجية "خلافا لتمنياتنا وآمالنا تحمل في طياتها احتمالات التطور ويحب أن نكون على وعي كامل بمخاطر التصعيد بما يعنيه ذلك من تداعيات إقليمية ودولية تعود بالضرر على
الخليج وشعوبه".
ولفت سموه إلى أن ال
تاريخ وأجيال
الخليج القادمة والعرب لن تغفر لكل من يسهم ولو بكلمة
واحدة في تأجيج هذا الخلاف أو يكون سببا فيه مشددا على أن
مجلس التعاون هو بارقة أمل وواعدة في ظلام
العمل العربي والشمعة التي تضيء النفق الطويل ونموذج يجب أن يحتذى في
التعاون.
وأكد سموه وجوب الالتزام بنهج التهدئة وتجنب التراشق سعيا إلى تجاوز هذه الأزمة "فما يجمعنا أقوى مما يفرقنا.. فلنتق
الله في أوطاننا ونسأل
الله تعالى أن تهدأ النفوس لأن
مجلس التعاون قلعة راسخة وراية عز وأمان وازدهار".
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته ،،، أحيكم بتحية من عند
الله طيبة و
مباركة ويسرني أن نلتقي
اليوم ل
افتتاح دور
الانعقاد العادي الثاني من الفصل
التشريعي الخامس عشر لمجس
الأمة ضارعا إلى
الله العلي القدير أن يلهمنا
جميعا السداد ويهدينا سواء السبيل ويهيئ لنا من أمرنا رشدا ويوفقنا لأداء واجبنا لرفعة الوطن وخير
المواطنين.
إن مسيرتنا
الوطنية التي تحث الخطى سعيا إلى
تحقيق التنمية المستدامة الشاملة تهددها أخطار خارجية جسيمة وتعترضها تحديات داخلية صعبة.
أما الأخطار
الخارجية فهي الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة والصراعات الطائفية التي تدور رحاها غير بعيد عنا بل أصابنا بعض آثارها.
ونحن في
الكويت هذا البلد الآمن نحمد
الله ونشكره على نعمة الأمن والأمان والاست
قرار والرخاء التي ننعم بها والتي يتوجب علينا دائما استذكارها والمحافظة عليها وعلينا أن لا نغفل لحظة
واحدة عن النيران المشتعلة حولنا والمخاطر التي تهدد مسيرتنا والكوارث التي تطرق أبوابنا.
واجبنا
جميعا وعلى وجه الخصوص أنتم في
مجلس الأمة العمل على
حماية وطننا من مخاطر الفتنة الطائفية وتحصين مجتمعنا ضد هذا الوباء الذي يفتك بالشعوب حولنا واجبنا
جميعا الحرص على وحدتنا
الوطنية وصيانتها وتعزيزها فهي عماد الجبهة
الداخلية ودرعها الواقي وسورها الحامي.
الأخوة
رئيس و
أعضاء ال
مجلس المحترمين إن الأمن هو الأساس الذي تعتمد عليه وتنتظم حوله سائر الاهتمامات والخدمات وإذا انعدم الأمن تتعطل الحياة
العامة.
فليكن أمن
الكويت واست
قرارها هو الهم
الأول والشغل الشاغل لنا
جميعا ولتكن وحدتنا
الوطنية غايتنا
الأولى وهدفنا الأعلى.
قد تختلف مشاربنا وتتنوع أصولنا وتتعدد طوائفنا ولكن الوطن والولاء والانتماء
واحد هو
الكويت.
وأما التحدي الثاني الذي يعترض مسيرتنا
الوطنية فهو ضرورة بل حتمية إصلاح اقتصادنا
الوطني الذي يعاني اختلالات هيكلية صارخة أولها الاعتماد على مورد طبيعي وحيد وناضب هو
النفط والأعباء والتداعيات التي يفرضها سوق
النفط وتقلباته ارتفاعا وانخفاضا رواجا وكسادا.
ولذا فإن برنامج الإصلاح الاقتصادي يجب أن يحقق تنويع مصادر الدخل وتعزيز الإيرادات غير
النفطية وينصرف إلى تطوير العنصر البشري
الكويتي تعليما وتدريبا وتأهيلا ويستهدف ترشيدا حقيقيا جادا للانفاق
العام ومعالجة مواطن الهدر فيه وت
حسين كفاءة الأداء الحكومي لبناء مستقبل
جديد واعد لكويتنا التي نتمنى وأن نتعاون كلنا على بنائها وترسيخها ورفع قواعدها.
وبالنظر إلى هذه التطورات والمستجدات الاقتصادية فإنه من المستغرب بل المستهجن أن نشهد طروحات ومشاريع لا تخدم جهود إصلاح الاقتصاد
الوطني بل تعارضها وتوهنها وتضر بم
صالح البلاد.
إخواني وأبنائي أمام تطورات العصر وتحدياته وإزاء ما أستشعره من قلق
المواطنين تجاه حاضر وطنهم ومستقبله أصبح تصويب مسار
العمل البرلماني استحقاقا وطنيا لا يحتمل التأجيل وعليكم مسؤولية ال
مبادرة لإجراء هذا التصويت من أجل صيانة وتعزيز أهم مكتسباتنا
الوطنية.
لقد أكدت بأنني من يحمي
الدستور ولن أسمح بالمساس به فهو الضمان الأساسي بعد
الله لأمن الوطن واست
قراره فالتزامنا ب
الدستور ثابت وإيماننا بالنهج الديمقراطي راسخ وأنني على يقين بأنكم
جميعا مجتهدون وحريصون على مصلحة وطنكم ولكنكم بما تحملونه من أمانة المسؤولية وثقة أهل
الكويت الكرام مطالبون بوقفة تأمل وتقويم لمسيرتنا الديمقراطية ومعالجة سلبياتها ومظاهر الإنحراف فيها بما انطوت عليه من هدر للجهد والوقت وتبديد للامكانيات والطاقات وبما حملته من بذور الفتنة والشقاق. عليكم أن تتبصروا خطواتكم قبل أن تضل الرؤية وتغيب الوجهة وترتبك معايير الحق والباطل وتضيع المصلحة
العامة.
نقولها بكل إيمان وإصرار نعم للمراقبة المسؤولة نعم للمساءلة الموضوعية نعم للمحاسبة الجادة التي يحكمها
الدستور وال
قانون وتفرضها المصلحة
الوطنية كما آن للممارسة النيابية أن تنضج وآن لل
جميع أن يدركوا خطورة الأوضاع الراهنة سي
اسيا وأمنيا واقتصاديا وأن ينعكس هذا الوعي على ممارساتهم قولا وعملا.
خلافا لامالنا وتمنياتنا فان الازمة
الخليجية تحمل في جنباتها احتمالات التطور وعلينا
جميعا ان نكون على وعي كامل بمخاطر التصعيد بما يمثله من دعوة صريحة لتدخلات وصراعات اقليمية ودولية لها نتائج بالغة الضرر والدمار على امن دول
الخليج وشعوبها.
ولذلك يجب ان يعلم ال
جميع بأن وساطة
الكويت الواعية لاحتمالات توسع هذه الازمة ليست مجرد وساطة تقليدية يقوم بها طرف ثالث بين طرفين مختلفين نحن لسنا طرفا ثالثا بل نحن طرف
واحد مع الشقيقين الطرفين هدفنا الاوحد اصلاح ذات البين وترميم البيت
الخليجي الذي هو بيتنا ونتحرك لحمايته من التصدع والانهيار ان ال
تاريخ واجيال
الخليج القادمة بل اجيال العرب
جميعا لن تنسى ولن تغفر لمن يسهم ولو بكلمة
واحدة في تصعيد وتأجيج هذا الخلاف ويكون سببا في انهيار هذ الصرح الجميل.
من المؤسف والمؤلم أن البعض أساء استخدام وسائل التواصل ال
اجتماعي - تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير - وهو ما لا نقبل المزايدة
بشأنه واتخذوها وسائل لبث الأحقاد والسموم وإثارة الفتن والعداوة والبغضاء وتأليب الرأي
العام والإساءة إلى حكومات وشعوب الدول الأخرى فصارت هذه النعمة نقمة وخطرا يهدد الأمن ال
اجتماعي وقيم المجتمع وأخلاقه ويوهن الوحدة
الوطنية ويصدع الجبهة
الداخلية ... ما يستوجب الإسراع بوضع حد لهذا التخريب المبرمج عبر الآليات المناسبة في إطار ال
قانون وبما يحفظ لمجتمعنا ثوابته ومكتسباته.
أود في الختام أن أوجه من هذا المنبر كلمة إلى احبائي أهل
الكويت أتحدث إليهم حديث الأب المحب لأبنائه.
غايتي في هذه الدنيا ورسالتي في هذه الحياة أن أعمل - ما استطعت إلى ذلك سبيلا - لرفعة هذا الوطن الكريم وإسعاد أبنائي أهل
الكويت هذا الشعب الوفي الذي كان للنوائب درعا لوطنه والذي كان في الملمات سندا لقيادته وذلك ردا لجميله وتقديرا لوفائه .. "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان".
إنني على ثقة تامة بإدراككم ووعيكم بالمخاطر والتحديات الماثلة وبحرصكم على حمل
الأمانة الغالية والمسؤولية الجسيمة وتجسيد
التعاون المأمول بين ال
مجلس و
الحكومة لفتح صفحة
جديدة ترتقي لمستوى الآمال والطموحات التي يعلقها عليكم أهل
الكويت وتتجاوز كل العثرات لتظل كويتنا الغالية كما عهدناها منارة للحضارة وواحة للعز والأمن والازدهار أسأل
الله لكم
جميعا السداد والتوفيق إنه نعم المولى ونعم النصير " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" .